"الكتابة للصحافة الاستقصائية ومداخلها النظرية المفسرة " مقاربة منهجية
DOI:
https://doi.org/10.5281/zenodo.17392651Keywords:
الصحافة الاستقصائية- التحقيق الصحفي- الكتابة الصحفية- الأسس- الأساليب- الرقابة- الأجندة- المسؤولية الاجتماعية- الملكية.Abstract
تنطلق هذه الدراسة من إشكالية محورية تتعلق بأهم المبادئ والمعايير التي يجب أن يستند إليها الصحفي عند كتابته للتقارير الصحفية الاستقصائية، وذلك باعتبارها سلوكا منهجيا ومؤسساتيا صرفا يعتمد على البحث والتدقيق، والاستقصاء، حرصا على الموضوعية والدقة، والتأكد من صحة الخبر، وما قد يُخفيه انطلاقا من مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد، خاصة وأن التحقيق الجيد والمحْكَم من شأنه أنْ يتجاوز إيصال المعرفة وتشكيل الرأي العام، إلى الوقوفِ عند عدد من القضايا المجتمعية، وتشريحها وبيان طرق علاجها، خدمةً للصالح العام.
يعتمد التحقيق الصحفي في أسلوبه، ومحتواه على أسس علمية ومعاييرَ ومبادئ متعارف عليها في الحقل الإعلامي، ليُسهِمَ في نجاح الرسالة الإعلامية بالشكل المطلوب، وذلك اعتمادا على الحقائق والتوصيات المبينة على دراسات ميدانية محضة؛ تنطلق من صياغة جيدة، ودقة متناهية، وأسلوب إعلامي صحيح يتسم بالتفصيل المريح والبناء الاقتراحي الواقعي.
تستعين هذه الدراسة بالمنهج الوصفي الاستقرائي؛ لكونه أسلوبا للبحث والتحليل يرتكز على استقراء النظريات وقوانينها ومرتكزاتها العامة، كما تبحث أيضا عن أهم المداخل النظرية المفَسِّرَة للصحافة الاستقصائية، وكيفية الاستفادة منها، وأجرأتها على أرض الواقع من قبيل: (مدخل الرقابة – نظرية وضع الأجندة – نظرية بناء الأجندة – نظرية المسؤولية الاجتماعية – نظرية الملكية). كما تستند الدراسة إلى فهم الأبعاد المعرفية والوظيفية التي تَتَمتَّعُ بها الصحافة الاستقصائية ودورها الرقابي. ناهيكَ عن إبراز أوجه الاختلاف بين الصحافة الاستقصائية والأشكال الصحفية الأخرى.
خلصت الدراسة إلى أن الكتابة الصحفية الاستقصائية هي الكتابة التي تتفاوت أهميتها حسب الكاتب ومادة التحقيق، وأن أفضل التحقيقات الصحفية هو ما كان متـصلاً بهموم وقضايا الناس ومشاكلهم وبالتحديد القضايا الإنسانية المهمشة والمنسية، كما أن الوقوف على الحقائق والوصول إلى تحقيقها تعد من بين الأسباب التي تعترض عملية كتابة التحقيقات الاستقصائية والتي تتطلــب بـذل جهـود كبيـرة مـن الصحفييـن فـي إعدادهـا وجمـع مصادرهـا وتتبـع خيـوط موضوعاتهـا وقضاياهـا لفتـرات زمنيـة طويلـة، كمـا أنهـا تتطلـب قـدرا إضافيـا مـن الحيطـة والحـذر حتـى لا يسقط الصحفــي بالمحاذيــر القانونيــة أو الاجتماعية أو السياسية إلا بالقــدر الــذي يخــدم الصالــح العــام، مــن قبيل كشــف الحقائــق و إظهارها للــرأي العــام.


















